أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

6 يناير 2011

الثلاثاء، 11 يناير 2011 07:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في 6 أكتوبر 1973 انتفضت مصر للدفاع عن الأرض والعرض ضد العدو الصهيونى، وتوحد المصريون جميعا تحت راية العلم، فكان مشهد العبور العظيم فى حرب التحرير. التحمت الأجساد في جسد واحد، وتلاقت الأرواح وامتزجت الدماء الطاهرة فوق رمال سيناء، وكتب الشهداء أسماءهم بحروف من نور الوطن الغاضب الثائر في وجه الاحتلال الغاصب، فكان لهم النصر المبين. الكل فى واحد والواحد للجميع لافرق بين مصرى وآخر إلا بالتضحية والفداء. تسابق المصريون في الدفاع عن الوطن من أجل إزالة عدوان واحتلال غاصب لم يفرق في عدوانه وطغيانه بين مصرى مسلم ومصرى مسيحى. قائمة الشهداء في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة وحتى فى نكسة 67 ، تضم أسماء وديع ومحمد وبطرس وعبد الباسط وجورج وحسين ورمال سيناء مازالت مخضبة بدماء هؤلاء الأبطال الذين جمعهم الوطن، ولم يفرقهم الدين أبدا. مازال اسم شارعنا في مدينة دسوق يحمل اسم الشهيد وديع بسخرون، ومازال يوسف وجورج وسامى هم أصدقاء الطفولة والصبا والشباب في شارعنا نتذكر تلك الأيام التي خرجنا نهتف فيها ضد إسرائيل وموشى ديان وجولدا مائير. لم يخطر فى بال أحد منا فى أى وقت في ذلك الزمن أن يسأل عن ديانة الآخر قبل أن تهب الرياح المسمومة من صحراء البداوة بأفكار الظلام لتصيب أبناء الوطن الواحد أعز ما يملكون وهي وحدتهم الأبدية فظهرت أبواق الفتنة والتخلف لتفرق بين أبناء الوطن الواحد، وتعبث في عقولهم، وأطلت علينا وجوه ولحى ظلامية كئيبة وغريبة علينا فى غفلة من الزمن، لتشيع في الأجواء الفتاوى الكريهة التي نجحت في تعمية العقول عن الخطر المحدق الكامن وراء تلك اللحى ذات الوجوه العابسة والعابثة بمصير الوطن.

بعد 40 عاما من أكتوبر العظيم وفي 6 يناير 2011 انتفض المصريون من جديد بعد أيام قليلة من حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية،هب الجميع في مشهد لم يتكرر كثيرا طوال تلك الفترة للدفاع عن الوطن من جديد ضد خطر الفتنة، والحريق الذى كاد أن يعصف بالجميع. البسطاء من ملايين الشعب خرجوا إلى الكنائس فى الاحتفال بقداس عيد الميلاد المجيد مع إخوانهم وشركائهم فى الوطن من المسيحيين فى صورة بالغة الروعة. تعانقت الأكف وتوحدت الأرواح مرة أخرى، فالكل أحس ولأول مرة بالخطر، فهب مدافعا عن الوطن.

كل من ذهب من المصريين المسلمين إلى الكنائس يوم الخميس للوقوف إلى جوار إخوانهم المسيحيين كان يعبر عن الفطرة السليمة والمعدن الحقيقى الأصيل لوجدان هذا الوطن الذى يضل أحيانا، ويتوه أحيانا أخرى ولكنه لايضيع أبدا.

دعونا جميعا أن يحمى الله مصر من شرور الفتن والفرقة، وأن يوقظ العقول الغافلة وأن يرد كيد الكائدين، وأن يلهم القائمين على أمرنا سبيل الرشاد.

6 يناير هو اللحظة الفارقة الآن ولابد من انتهاز الفرصة للقضاء نهائيا على كل ما يهدد سلامة هذا الوطن بقوانين وتشريعات ترسى مبادئ العدالة بين أبنائه وتحفظ الحقوق للجميع دون تفرقة أو تمييز.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة