أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

"القديسين".. دعوة للمواجهة

السبت، 01 يناير 2011 07:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شعور عام بالعجز عن وصف ما حدث فى كنيسة "القديسين" فى الإسكندرية فى أول أيام العام الميلادى الجديد ومصر تستعد لاحتفالات أعياد الميلاد المجيد، للمرة الثانية بعد حادث نجع حمادى العام الماضى تحتفل مصر مع أبنائها المسيحيين بأعياد الميلاد فى أجواء حزينة وكئيبة جراء أعمال تخريبية وإجرامية بشعة راح ضحيتها عشرات الضحايا الأبرياء من المصريين الأقباط بأيادٍ آثمة ومجرمة وملعونة.

الهدف معروف وحذرنا منه مراراً وتكراراً، وهو إشعال نيران الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وتمزيق نسيجه الاجتماعى ووحدته الوطنية التى تلقت ضربات مؤلمة فى الشهور الأخيرة.

الذين أعلنوا مسئوليتهم عن الحادث الأثيم ليسوا مسلمين وليسوا مصريين، وعلى علماء الدين إصدار فتوى شرعية تبرئ الإسلام من انتماء هؤلاء المجرمين إلى الدين السماوى الحنيف وعقيدته السمحاء.

كنا نتمنى أن يأتى العام الجديد ويستجيب الله سبحانه وتعالى لدعواتنا بأن يكون عاماً أقل مرارة وقسوة على مصر من سابقه الذى رحل بكل كوارثه وآلامه، لكن حل علينا العام الجديد بكآبة تنذر بكارثة تهدد وحدة هذا الوطن وتبث سموم الفتنة المقيتة فى نفوس أبنائه مسلمين ومسيحيين.

نعم نؤمن ونتيقن بأن الأيادى الإجرامية العابثة لن تنجح فى أن تفتت وحدة هذا الوطن الذى عاش أبناؤه الأقباط من المسلمين والمسيحيين جنباً إلى جنب فى السراء والضراء وفشلت كل محاولات التمزيق والفرقة على مدار مئات السنين.

نعم مصر هى المستهدفة.. وهى الحقيقة التى أعاد التأكيد عليها الرئيس مبارك فى كلمته عشية الحادث الإرهابى، لكن كيف واجهنا هذا الاستهداف؟ وكيف سنواجهه بعد حادث القديسين فى الإسكندرية؟ علينا أن نعترف أن هناك مصيبة وكارثة تحيق بالجميع ودائرة جهنمية تتسع جوانبها منذ زمن، لأن لا أحد يريد مواجهة الحقيقة سوى بكلمات مكررة عن الوحدة والنسيج وبلقاءات العناق وتبويس اللحى وتطييب الخواطر عقب كل حادث.

علينا أن نبحث فى الأسباب الحقيقية قبل أن تغرق السفينة ووضع الحلول المنطقية والعملية لها لتجفيف منابع الفتنة المستيقظة، لا يمكن أن يستولى بعض الجهلاء فى الفضائيات والمهوسيين فى المظاهرات على أخطر ملفات مصر، وهو ملف الدين ولا يمكن أن يتعاطى الأمن وحده مع قضية مصيرية، فالكل مسئول ومتورط فيما يحدث وأصحاب القرار مشغولون بإحكام السيطرة على السلطة ولا يهمهم مصير هذا الوطن الذى تهدده الفتن وتحيط به المخاطر من كل جانب.

البعض يحمل الأمن المسئولية بسبب عدم تعامله بجدية مع تهديدات تنظيم القاعدة بضرب الكنائس فى نوفمبر الماضى وعدم اتخاذ الترتيبات والإجراءات الأمنية اللازمة، لكن الأمن ليس وحده المسئول رغم التقصير فى وقوع الكارثة، فالأولويات الأمنية فى السنوات العشر الأخيرة تبدلت والمهام تغيرت والمسئوليات فى الحماية والتأمين تحولت بوصلتها، وجهاز الأمن فى مصر حالة فريدة وليس كمثله جهاز أمن آخر، فهو المسئول عن كل الملفات وهى حالة غريبة، وليس بالأمن وحده نواجه الفتنة الطائفية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة