كريم عبد السلام

عجلة السلام

السبت، 04 سبتمبر 2010 12:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إلى أين ستنتهى المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى ؟ أتوقع إذا طرح السؤال السابق كاستطلاع على القراء أن يجيب 90% منهم بـ لا شىء، بينما يرى 5% منهم أنها ستنتهى إلى سلام عادل فى منطقة الشرق الأوسط، ويعرب الـ 5% الآخرون عن عدم اهتمامهم.

أنا من بين الـ 90% الذين يرون أن هذه المفاوضات المسرحية ستنتهى إلى لا شىء، وأنها استمرار لخديعة أوسلو التى سلبت عدداً من أخطر الأوراق التفاوضية من الجانب الفلسطينى دون أن تعطيه شيئاً على الأرض سوى بذور الانقسام الفلسطينى الذى رأينا ثماره يانعة فى غزة حماس ورام الله فتح وما بينهما من دم وعار.

أمنياتنا وحدها ليست كافية لرؤية الدولة الفلسطينية القابلة للحياة متحققة على أرض الواقع، فالسياسة لعبة كريهة ومكشوفة، يمارس فيها الطرف القوى ضغوطه لتركيع الطرف الضعيف، كأن يجر الرئيس الأمريكى الذى بدأ حالماً الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى ليقوما بمسرحية سلام تضيف نقاطاً إضافية إلى إدارته وحرية المتراجعين على أعتاب انتخابات الكونجرس وتربص الجمهوريين ونتائج استطلاعات الرأى التى تلوح بهزيمة الديمقراطيين

استجابة الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى للجر والتمثيل لصالح الطرف الأمريكى مختلفة وأهدافها متباينة، فالطرف الإسرائيلى ممثلاً فى "نتانياهو" لا يؤمن بالسلام المتكافئ مع العرب، ويناور للوصول بالطرف الفلسطينى إلى التنازل عن أحد أهم أوراقة التفاوضية وهى "حق العودة"، وذلك عبر شرط الاعتراف الفلسطينى بيهودية الدولة الإسرائيلية حتى يستمر فى التفاوض ومناقشة ترتيبات الحل النهائى.

من ناحية ثانية لم يتعهد نتانياهو بتجميد الاستيطان بعد 26 سبتمبر مع انتهاء فترة التجميد الأولى بحسب اتفاقه مع الإدارة الأمريكية حتى يتسنى لها إقناع سائر الأطراف العربية بتقديم غطاء سياسى للمفاوضات، وأصبح الهدف الآن بعد الجولة الأولى من المفاوضات التى اقتصرت على لقاءات بروتوكولية شكلية والتقاط الصور أمام وسائل الإعلام، أصبح الهدف هو إطلاق جولة ثانية قبل 26 سبتمبر حتى يتسنى لنتانياهو إقناع الرأى العام فى إسرائيل بمد مهلة تجميد الاستيطان بضعة أيام، هذا فى الوقت الذى أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى أنه لا يعد بشىء على هذا الصعيد!

الجانب الفلسطينى برئاسة محمود عباس يكتفى بالانصياع لمطالب الإدارة الأمريكية ولعب دور الرجل الطيب فى معسكر الأشرار، فهو الذى يقبل بالمفاوضات وهو الذى يصافح نتانياهو وهو الذى يجرم تجريم "حماس" لإطلاق مفاوضات هلامية دون ضمانات واضحة بضمانات مؤكدة لتحقيق السلام فى المنطقة، وهو الذى يناشد العالم أن يأتى بحقوق الفلسطينيين دون أن يتعلم الدرس المتكرر منذ مائة عام والذى ينتهى دائماً بفقد قطعة غالية من أرض فلسطين.

الإدارة الأمريكية سجلت أمام الجمهوريين أنها قادرة على التحرك للأمام فى ملف ساخن وشائك مثل ملف الصراع فى الشرق الأوسط والقفز على فشلها فى أفغانستان وعجزها فى العراق، ونتانياهو تحرر من كل ضغوط واشنطن بشأن الاستيطان وخصوصاً فى القدس، وينتظر أن تسقط بين يديه تفاحة الاعتراف الفلسطينى بيهودية الدولة العبرية دون أى التزام حقيقى من جانبه ومحمود عباس يكتفى بلعب دور "الفلسطينى الطيب"، أى الفلسطينى غير القادر على الفعل والمبادرة، أى الفلسطينى الميت!

الغريب أن كل طرف مشارك فى هذه المفاوضات أعلن بصراحة تامة أهدافه منها وعدم مراهنته على نتائجها إلا الطرف الفلسطينى، ومع نهاية الجولة البروتوكولية الأولى أعلن المتحدث باسم الخارجية الامريكية ديفيد كراولى أن وزارته لا تضمن نجاح المفاوضات، مثلما أعلن نتانياهو أنه لن يجمد الاستيطان، وحدد وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط نسبة نجاح المفاوضات بـ 50% فقط، الأمر الذى يعنى صحة ما ردده معسكر الأشرار فى الشرق الأوسط من أن هذه المفاوضات ولدت ميتة!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة