أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

بس إيه رأيك فى النظام؟

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010 07:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دخل أحد المواطنين إلى سوبر ماركت حكومى، بعد إعلان تطويره لينافس القطاع الخاص، فاستقبله موظف الاستقبال بابتسامة عريضة، فاطمأن المواطن وسأله عن إمكانية شراء «فرخة»، فرد عليه الموظف بأدب جم وبترحاب شديد، واستفسر منه إذا كان يريدها مذبوحة أم حية؟ فأجابه المواطن بأنه يريدها مذبوحة بالتأكيد، فأشار عليه والابتسامة لاتفارق شفتيه، بالصعود إلى الدور الثانى. واستقبله موظف آخر بسؤال إذا كان يرغب فى تقطيع الفرخة فرد بالإيجاب، فنصحه بالصعود إلى الدور الثالث، وبنفس الابتسامة والترحاب استقبل المواطن موظف الدور، وسأله عن وضع الفرخة داخل عبوة بلاستيك أو «ورق لحمة» عادى، فأبدى المواطن دهشته ومتحكما فى أعصابه: «طبعاً داخل كيس بلاستيك»، فبادره الموظف الودود المبتسم بالصعود إلى الدور الرابع. وفى صبر يحسد عليه وبرودة أعصاب كرر طلبه على موظف الدور «يا بنى ارحمنى عايز فرخة مدبوحة ومتقطعة ومغلفة وفى كيس بلاستيك.. أرجوك».
بعد صمت لم يدم طويلاً رد عليه الموظف البشوش: بصراحة يا أفندم ما فيش عندنا فراخ.. بس إيه رأى حضرتك فى النظام ده؟!.
بنفس الطريقة الحكومة تتعامل مع المواطنين فى جميع المشاكل، خاصة ما يتجلى حالياً فى معاناة ارتفاع الأسعار، وعذاب انقطاع التيار الكهربائى المتكرر، فالحكومة تعلن بأن إجراءات السيطرة على الأسعار تسير فى طريقها والسلع سوف يتم توفيرها فى المجمعات الاستهلاكية وبأسعار مناسبة، فاللحوم بـ30 جنيهاً، والفراخ بـ18 جنيها للكيلو، والشوادر فى كل مكان حولك أيها المواطن الحبيب، لكن فى الواقع لا شىء من كل هذا، والمهم أن الحكومة «عملت اللى عليها.. بس إيه رأيك فى النظام».
أما فى أزمة الكهرباء الحالية، فمثل غيرى قرأت تصريحات الوزير المهندس الدكتور حسن يونس لحظة توليه منصبه الوزارى فى نوفمبر 2001، بأن الكهرباء لن تنقطع بعد الآن عن مصر، ووداعا لعصر انقطاع الكهرباء، ثم تحدث عن الاستثمارات والمشاريع التى ستصل بالطاقة الكهربائية فى مصر إلى أضعاف وأضعاف، وبصراحة صدقت كلام الدكتور، لأنه حاصل على دكتوراه الفلسفة فى هندسة القوى الكهربائية وله خبرة طويلة فى هذا المجال، واستبشرنا خيراً فى الاستثمارات التى أعلنت عنها الوزارة، والتى كان من المقرر أن تبلغ 110 مليارات دولار منذ 3 سنوات، لإقامة الكثير من محطات توليد الكهرباء، سواء من مصادر الطاقة التقليدية، أو مثيلتها المتجددة، وذلك من خلال نظام المناقصات العالمية، أو العمل بنظام الـ(BOT)، لإضافة قدرات كهربائية جديدة تصل إلى 58 ألف ميجاوات لزيادة قدرة شبكة الكهرباء القومية، وتوفير كل احتياجات السوقين المحلية والخارجية من الطاقة الكهربائية حتى فى أوقات الذروة.
لايهم ما يحدث الآن من مأساة انقطاع الكهرباء عن محافظات بأكملها وليس فقط عن أحياء سكنية، إنما المهم أن نظام التخدير الحكومى يعمل بنشاط طوال الوقت بكلام عن المستقبل الوردى، والاستثمارات الضخمة والحياة البمبى.. بس المهم عزيزى المواطن سيبك من الواقع وقولى «إيه رأيك فى النظام؟».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة