أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

"البديل".. كيف تكون قهوة الصباح بدونك؟

الثلاثاء، 07 أبريل 2009 09:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما صدرت جريدة البديل.. كانت تتوقع حرباً ضروساً من أعداء الحرية. الذين لا يطيقون إلا سماع الصوت الواحد والتسبيح بحمد القمر والباب العالى ليل نهار. وكنت وقتها قريباً من صناع التجربة، الذين تربطنى بهم علاقة صداقة، وكانت اجتماعاتهم تتم فى مقاهى وسط القاهرة. حتى الصباح لإصدار الصحيفة إليكترونياً بعد دوام الرفض من قبل المجلس الأعلى للصحافة. وكان الباحث الملتزم الدكتورمحمد السيد سعيد "متعه الله بالصحة والعافية" وكتيبة الزملاء يحترقون فى سبيل خرق أعلى سقف وهدم أعلى سور والرهان على قارئ يبحث عن الحرية بين فكى سمك القرش.
.. وقد واجهت البديل معركة طويلة مع المجلس الأعلى للصحافة، الجهة المكلفة منذ عهد الرئيس السادات بالموافقة على إصدار الصحف المصرية. معركة شهدت شداً وجذباً وتسويفاً ومماطلة بالمخالفة لقانون تنظيم الصحافة رقم 96 لسنة 1996. ومنذ تقدمت مجموعة من الشخصيات العامة والصحفيين من مناضلى اليسار وزملاء السجن والحرية بطلب إلى المجلس الأعلى فى 12 / 8 / 2006 بترخيص صحيفة يومية، والتجربة تعانى مخاوف اختراق الخطوط الحمراء، وإعادة توحيد تيار سياسى مهم، هو اليسار المصرى الجديد، الهارب من حزب التجمع، بقيادة الدكتور رفعت السعيد، بعد أن أصبح حزباً على هامش المعادلة السياسية، وهو الذى كان مسكوناً بالحرية والديمقراطية فى السبعينات والثمانينات.
تيار نختلف أو نتفق معه فى الفكر وطريقة العمل السياسى والتنظيمى، إلا أنه لا خلاف على وطنيته وعشقه لمصر ودوره فى الحركة الوطنية ونهضة البلاد، كما تعلمت من أستاذين جليلين فى الليبرالية هما إبراهيم الدسوقى أباظة وسعيد النجار.
وصدرت البديل فى 16 / 7 / 2007 بأعلى سقف سياسى، وكنت معتاداً على قراءة الصفحة الأخيرة، وخاصة مقال الدكتور محمد السيد سعيد والساخر الرائع جلال عامر.
وكانت الصفحات المتخصصة، خصوصاً تحقيقات خالد البلشى، وحلقات الدكتور مصطفى عبد الغنى التاريخية، ورومانسية ياسر الزيات، وقضايا التعذيب التى يكشفها وائل عبد الفتاح، وصفحة المجتمع التى أعادت الروح لها كريمة كمال، وصفحة الفن التى كانت تنبض بالحياة كشريط سينمائى يشرف عليه الصديق الناقد عصام زكريا.
كتيبة لا تعرف التراجع أو الحسابات أو الملل، بداخلهم عشق حقيقى لمهنة البحث عن المتاعب، التى ألفوها خلال مشوارهم الصحفى الملىء بالعواصف والنجاحات والدخول إلى عش الدبابير أكثر من مرة.
دخلت البديل فى معارك، ومنع طبعها لأكثر من مرة، خاصة عندما صدر عدد 20 أغسطس 2008 بعنوان برلمان يحترق وينهار، وكان البعض أكثر خوفاً من الحرية حتى لا يصابوا بمس يقتلعهم من كهوفهم إلى فضاء واسع من الحقيقة.
واليوم تعلن البديل توقفها عن الصدور اليومى لعثرات مالية، وأعتقد أن ذلك سيكون مجرد أزمة وتفوت .. واستراحة محارب لا يستطيع العيش بدون غبار المعارك.. فالحرية لا تموت أبداً ولا تتوقف عن البحث عن عشاق ومريدين ومقاتلين جدد.. يقولون لأعداء النهار.. لن تمروا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة