مقالات القراء

سارة فوزى أحمد تكتب: فى ميدان التحرير

الجمعة، 11 فبراير 2011 05:07 م

لقد أصبح ميدان التحرير بعد أحداث 25 يناير يضاهى فى شهرته العالمية الآن "الهايد بارك" و"تايم سكوير" بالولايات المتحدة الأمريكية و"جادة الشانزليزيه" بفرنسا و"الساحة الحمراء" بروسيا بل إن "ميدان التحرير" يتفوق على تلك الميادين فى كونه أصبح محط أنظار العالم والقنوات الفضائية والأرضية.. المحلية والإقليمية والدولية، فقد تحوَّل ميدان التحرير- بعد استمرار وجود المتظاهرين به- إلى مجتمع التحرير أو مدينة التحرير، ولذا قررتُ كتابة هذا المقال لرصد بعض الظواهر الكوميدية التى رأيتها فى ميدان التحرير- ولكننى لم أرها فعليا- لأننى لم أذهب إلى ميدان التحرير منذ قيام المظاهرات، ولكننى رأيت هذه الأحداث على شاشات التليفزيون الدولية وقرأت عنها فى الصحف، بالإضافة لقصص بعض الأصدقاء عن الميدان وما يحدث به حاليا.

وهذا لا يعنى بأن ميدان التحرير لا يشهد بعض التجاوزات أيضا بل هناك بعض السلبيات التى سوف نتحدث عنها أيضا.

ولعل أول هذه الظواهر والتى لفتت نظرى بشدة هو قيام المتظاهرين بعمل احتفالات كرنفالية واجتماعات أسرية، "وكأننا فى شم النسيم" والجدير بالذكر هو قيام بعض الأفراد بعقد قرانهم بميدان التحرير وسط أجواء احتفالية بين المتظاهرين (يعنى تقدر تقول عزيزى القارئ بيوفروا تكاليف الفرح والكوشة والجاتوه والتورتة ويمكن يعملوا شهر العسل فى عبد المنعم رياض).

ومن هذه الظواهر أيضا القيام بعمل أعياد الميلاد فى ميدان التحرير ( لدرجة أن إحدى صديقاتى أرادت بشدة أن تعمل عيد ميلادها فى ميدان التحرير وحزنت عندما شاهدت أحدهم قد أقام عيد ميلاده فى ميدان التحرير).

ومن أجمل هذه الظواهر أيضا هو توزيع الطعام بين المتظاهرين (بمعنى إن المليان يصب ع الفاضى وأيا كان نوع الطعام كله بيشارك فيه سواء من كنتاكى أو من ماكدونالز أو حتى من عند عم "محمد" بتاع الفول).

وهناك ظاهرة أكثر من رائعة بميدان التحرير وهى أن الشباب والشابات والرجال والنساء جميعا يقومون بأداء الصلوات جماعة، وهم يقومون أيضا بالتنظيف وراء ما يتناولونه ويتعاونون فى تقديم الأطعمة للأكبر سنا أولا (ولكن هناك بعض الناس من المندسين يحاولون تشويه هذه المظاهرات فيقومون بالقيام بأعمال تخريبية فى الميدان وأتمنى من الشباب أن ينتبهوا لهؤلاء المندسين).

هناك أيضا ظاهرة غير عادية جذبت انتباهى بشدة، فقبل 25 يناير كانت التحرشات تملأ شوارع القاهرة وتعانى منها النساء والفتيات وعلى الرغم من شدة التزاحم والتلاصق بين المتظاهرين فى ميدان التحرير إلا أن الفتيات والنساء يجزمن أنهن لم يتعرضن للتحرش أبدا خلال هذه المظاهرات (سبحان مغير الأحوال ويا رب تبقى الأمور على هذا المنوال).

هناك أحد الرجال الذين شاهدتهم فى التليفزيون يخبر أحد المراسلين بأنه "رغب فى إحضار زوجته الحامل إلى الميدان لكى تلد طفلها حتى يخبر هذا الطفل بأن هذا الميدان شاهد على ميلاد ثورة جديدة" ( وده كلام يعنى يبهدل مراته الحامل عشان عاوز يقول لابنه الرضيع الذى لا يفقه شيئا الكلمتين دول).

أمور غريبة ومرفوضة:
على أية حال هناك بعض الأمور التى رأيتها فى التليفزيون وقصَها على بعض الأصدقاء والتى لا أجد لها مبررا فعلى سبيل المثال: قيام البعض بتعليق لافتات تحمل إساءة للرئيس "مبارك" متناسيين بأن كرامة مصر من كرامة رئيسها ويجب التفريق بين الرئيس كشخص وبين كونه رئيسا للدولة، وينبغى أيضا عدم التلفظ بشعارات غير أخلاقية ضد أى شخص مهما كانت درجة الاختلاف فى الرأى (يا جماعة العالم بيشوفنا خلونا متحضرين).

وهناك أيضا لافتات تحمل عبارات غريبة (واحد عايز حشيش، وواحدة عاوزة تاخد حمام بس خايفة ترجع بيتها قبل ما الرئيس يمشى، وآخر يريد أن يحلق، وواحدة عاوزة عريس شبه أحمد عز "الممثل طبعا") كلام غريب وعجيب وغير أخلاقى وإن دلَّ فإنما يدل على أن هناك "بعض الشباب فى مصر معتوهين بحق".

وهناك ظاهرة لا أعلم ما إذا كانت جيدة أم سيئة وهى فكرة "المستوطنات" أو الخيام التى يسكن بها البعض، لقد تحوَل ميدان التحرير إلى "مخيم خان يونس أو غيره من مخيمات فلسطين" وأنا فى الحقيقة لا أحبذ فكرة قيام المتظاهرين بالمبيت فى الميدان (يعنى ممكن يقسموا أنفسهم جماعة تأتى فى الصباح بعد أن تكون قد نامت جيدا فى بيتها وأخرى تأتى فى المساء بس بلاش النوم فى التحرير).

كلمة أخيرة:
إذا وجدتم فى وجودكم فى ميدان التحرير أهمية فابقوا به ودافعوا عن حقوقكم، أما إذا وجدتم أو تشككتم للحظة أنكم بهذا تعترضون طريق الآخرين أو تشكِلون عائقا لهم فانسحبوا.. وفى النهاية لا يسعنى القول سوى أننى أدعو الله أن يتغمد شهداء مصر الأبطال فى رحمته ويدخلهم فسيح جناته وأتمنى أن يتغير اسم "ميدان التحرير" إلى "ميدان مصر" للتعبير عن جميع المصريين ولكى يتذكره الأجيال.