أخبار عاجلة

سعد الدين إبراهيم: الأمريكيون يخشون وصول الإخوان إلى الحكم

الخميس، 10 فبراير 2011 02:31 م

كتبت نهى محمود

مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية

قال سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع فى الجامعة الأمريكية ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية إن حل الأزمة التى تواجهها مصر الآن من وجهة نظره أن يرحل الرئيس حسنى مبارك فوراً لإنقاذ مصر.

مشيراً إلى أن خلافاً كان نشب فى البيت الأبيض عقب تفجر الأزمة بين مستشارين رأوا أن وجود مبارك ضرورى فى المرحلة الانتقالية وآخرين أكدوا ضرورة تسليمه الحكم فوراً وأن هذا الأمر انتهى بإمهاله أسابيع قليلة لمحاولة استكشاف الأمور.

وأشار إبراهيم، فى تصريحات خاصة لصحيفة "الحياة" اللندنية، إلى أن دوائر أمريكية متخوفة من صعود الإخوان المسلمين إلى واجهة المشهد السياسى فى مصر لكن مجموعة من الشباب المرافقين له أكدوا للمسئولين الأمريكيين أن هذا الأمر لن يحدث.

وكشف عن لقاءات رتبها قبل سنوات فى القاهرة ضمت مسئولين وسفراء أمريكيين وأوروبيين وقيادات فى جماعة الإخوان.

وأشار إبراهيم إلى أنه التقى فى واشنطن عدداً من مستشارى الرئيس باراك أوباما فى البيت الأبيض والخارجية الأمريكية وتناولنا كل الموضوعات التى تشغل الساحة العربية والعالمية والمصرية والمطلوب من القوى الداخلية والخارجية لتوظيفها لمصلحة مصر، موضحاً أنه التقى وكيل الخارجية الأمريكية لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان ومستشارة أوباما لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان وعدداً من أعضاء الكونجرس منهم جون ماكين وجون كيرى.

وقال إن واشنطن تستقى معلوماتها عن الأزمة المصرية من السفارة الأمريكية فى القاهرة ووكالة الاستخبارات الأمريكية ووسائل الإعلام الدولية والمحلية وأيضاً المواطنين الأمريكيين والمصريين الأمريكيين، مضيفاً: «خلاصة مشاوراتى مع المسئولين الأمريكيين أن هناك قناعة بأن نظام مبارك فقد شرعيته وينبغى أن يزول، لكن هناك خلافاً فى البيت الأبيض بين مستشارى أوباما يتركز فى الإجابة على سؤال عن هل يزول فوراً، أو يقود المرحلة الانتقالية، هناك جناح كل همه الاستقرار أو الاستمرار وكان له الكلمة العليا مع بداية الانتفاضة، لكن مع استمرارها نجح الجناح الثانى فى إقناع أوباما بأن يطلب من مبارك نقل السلطة ومحاولة استكشاف إذا ما كان هناك إصلاح يُنجز فعلاً، أم أن قرارات النظام مجرد تغيّر سطحى وعملية خداع».

وأضاف: «المشاورات بين المسئولين الأمريكيين خلصت إلى إعطاء مبارك و(نائب الرئيس عمر سليمان ورئيس الوزراء أحمد شفيق) أسابيع عدة لمتابعة خريطة الطريق ولو اتضح أن هذه العملية صورية سيترتب على ذلك إعلان واشنطن أن التغيير فى مصر مخيّب للآمال، وأن النظام المصرى يفعل أشياء لا توحى بالجدية، وسيتم هذا خلال أسابيع قليلة».

وأوضح أن رسالة الشباب فى ميدان التحرير وصلت إلى الإدارة الأمريكية وبقوة، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية حريصة على الاستماع إلى وجهة نظر الشباب فى ميدان التحرير.

وكشف عن أن ثلاثة من الشباب المصرى يرافقونه فى لقاءاته وأن لهم أصدقاء فى ميدان التحرير وكانوا يحدثون أصدقاءهم فى الميدان فى حين أنصت المسئولون الأمريكيون لهذه المكالمات «لمعرفة وجهة نظر أصحاب الشأن».

وأوضح أن الشباب فى ميدان التحرير أكدوا أن لا شأن لهم بالمعضلات الدستورية التى يتحدث عنها النظام لأن «النظام هو المسئول عن هذا العوار الدستورى، إذ سعى إلى تعظيم صلاحياته الدستورية لدرجة أوجدت هذا المأزق».

وأوضح إبراهيم أن هناك تخوفاً من «سطو جماعة الإخوان المسلمين على الثورة، وهذا التخوف موجود أصلاً قبل أن يدلى قائد الثورة الإسلامية على خامنئى بتصريحاته التى لم يكن لها أثر كبير على الساسة الأمريكيين».

وقال: «من أحد الأسئلة التى نواجه بها دائماً: ما مدى احتمال أن يتصدر الإخوان المشهد السياسى ويصلوا إلى الحكم، وكان رد الشباب بناء على اتصالاتهم بزملائهم فى ميدان التحرير إنه لن يُسمح لأحد بسرقة الثورة، وقد أوضحوا أن الإخوان شاركوا فى الثورة ولم يبادروا إليها، وطوال مشاركتهم لهم ركن محدد من الميدان ولم يتجاوزوا نسبة ضئيلة من المشاركين».

وأوضح: «هناك تخوف أمريكى من احتمال أن يصل الإخوان المسلمون إلى الحكم، لكننى بطبعى مصرى وقلت إن من حقهم كنسيج وطنى المشاركة».

وكشف أن «الإخوان» فى مناسبات سابقة شاركوا فى حوارات «كنت قد رتبتها مع سفراء أوروبيين ودبلوماسيين أميركيين على مستوى المستشارين، وكان ذلك فى القاهرة قبل 3 سنوات»، مشيراً إلى أن القيادى فى الجماعة وعضو مكتب إرشادها محمد مرسى كان ضمن وفد الجماعة فى هذه الحوارات وكانت هناك جولتان من هذه الحوارات.

وأوضح إبراهيم أن «الدور الإسرائيلى فى التأثير على القرار الأمريكى بخصوص الأزمة المصرية هامشى على خلاف ما يعتقد كثيرون، فإسرائيل منزعجة إزاء الأوضاع فى مصر لكن أمريكا مهتمة وليست منزعجة، والموقف الأمريكى أخذ علماً بما تشعر به إسرائيل لكنه لم يتأثر التأثر الذى نتصوره»، مضيفاً أن «إسرائيل فى عهد أوباما ليست صانعة القرار الأمريكى».