مقالات القراء

شريف عصام يكتب: ابحثوا عن حل لهذه الفجوة تهدئ مصر

الأربعاء، 09 فبراير 2011 07:24 م

أصبح لدينا فى الوقت الحالى فجوة بين ميدان التحرير وبين باقى الأحزاب والحكومة الجديدة ولا أستطيع أن أنكر أن السيد عمر سليمان والفريق أحمد شفيق يبذلان قصار جهدهما مع كل من يريد الحوار للخروج من هذا النفق المظلم وتسعى كل الأحزاب لتحقيق أهداف بعينها تهدف لخدمة الجميع لا أنكر كل هذا لكن الفجوة هنا تتمثل فى أن شباب التحرير هذا لا يريد أن أحداً من هذه الأحزاب يطالب بشىء باسمهم أو باسم الشعب فى الوقت ذاته لا يريدون أن يتحدثوا مع أحد قبل رحيل النظام بالكامل ونعلم جميعا أن هناك بينهم أشخاصاً لا يمتون للسياسة بصلة ولا يعلمون أى شىء عن التغيير وتعديلات المواد الدستورية وهناك البعض الآخر يفهم فى السياسة جيدا والبعض الآخر لديه مصالح خاصة، يكمن خوف هؤلاء الشباب فى أمرين فقط ولا أعتقد أن هناك ثالث لهما:

■ أولا يخشون أن يرحلوا إلى بيوتهم ويتركوا ميدان التحرير فيجدوا أنفسهم فى المعتقل ولكل منهم ملف خاص وتهم عديدة وهذا فكر البعض والبعض الآخر يتم تخويفه من قبل من لديهم مصالح خاصة لكى يجنوا ثمرة جهدهم فى الأيام القليلة الماضية وهذا نتاج عدم ثقة فى النظام السابق دامت 30 عامًا فيصعب محوها فى دقائق بالرغم من تعليمات السيد عمر سليمان بالإفراج عن جميع المعتقلين الذين لم يحدثوا أعمالاً تخريبية.

■ ثانيا يخشون إن رحلوا فى سلام ولم يتعرض لهم أحد أن يتراجع النظام الحالى فى قراره ويستمر فى حكم البلاد مع أنى لى وجهة نظر قد يحترمها البعض ويختلف معها البعض الآخر هى أن التغيير بدأ بالفعل ولا يمكن للنظام أن يعود فى كلامه لأنها ليست لعبة أو مزحة من البعض كما أن الأمر أصبح عالميا ولا يقتصر على مصر فقط كما أن الشعب عرف الطريق لميدان التحرير.

وهناك أسماء الآن ممنوعة من السفر وتم التحفظ على أموالها فى البنوك هذه الأسماء منذ بضعة أيام فقط كانت تدير البلاد بحركة بأصبعها الصغير ومن كان يحلم بالإطاحة بهم كان يخشى أن يحكى لأحد هذا الحلم أو يعتقد أنه كابوس ولكنهم الآن على أعتاب المحاكمة كما أن القائمة ستضم أكثر مما نتخيل وهذا مؤشر رائع لا يمكن لا أحد أن يغفل دور الحكومة الجديدة أو بمعنى أدق سعيها للأفضل يكفى أننا وجدنا لأول مرة رئيس وزراء يعتذر للشعب ولا يتعالى عليه وأيضا السيد عمر سليمان والذى دعا الكل للحوار بمن فيهم الإخوان المسلمون، الذين كانوا يعاملون كجماعة محظورة، والآن هم على أعتاب أن يكون لهم حزب خاص بهم وأن يمثلوا البعض فى البرلمان.

كما أنى مع كامل احترامى لكل المقيمين فى ميدان التحرير أن يستطيعوا أن يشكلوا حكومة بأنفسهم أو يوجد من بينهم احد يدير دولة كمصر كل هذا يوضح لنا الفجوة بين الطرفين أنا لست رجل قانون أو فقيها دستورياً لا أعلم ما هو الحل الأمثل لتضييق هذه الفجوة أو لسدها تمام ولكن لابد من حل يريح جميع الأطراف لكى تعود الحياة لطبيعتها والتى بدأت بالفعل فأصبح لدينا توافر فى الخبز والخضر وجميع السلع الاستهلاكية ولكن الكثير لا يتوفر لديه المال لشراء هذه السلع فأنا هنا أتحدث عن 30 مليون فرد تحت خط الفقر منهم ما يقرب من 10 ملايين يعملون باليومية أو بمعنى أدق على باب الله.