مقالات القراء

عثمان محمود مكاوى يكتب: باسم من يتفاوضون؟!

الأربعاء، 09 فبراير 2011 06:06 م

السيد عمر سليمان

تصيبنى الدهشة الممزوجة بالألم حين أشاهد نشرات الأخبار، وأقرأ مانشتات الصحف عن المفاوضات التى تجرى بين السيد عمر سليمان نائب الرئيس، وبين قادة الأحزاب الرسمية والقوى السياسية الأخرى، وذلك لأن تلك الأحزاب والقوى. لم يكن لها أى دخل فى التظاهرات ولم تدعو الناس للخروج إليها فى 25 يناير الماضى أو قبل ذلك. بل عندما نجح الشباب فى حشد الآلاف والملايين من المتظاهرين بميدان التحرير، وفى معظم المحافظات الأخرى. إرادات المعارضة التايوانى ( نسبة لضعفها ورداءتها ) أن تدخل على الخط وتركب الموجة ومحاولة قطف ثمار ثورة الشباب الذين تصدوا لأجهزة القمع بصدورهم، ومات منهم الكثير وأصيب منهم الآلاف من أجل توفير العيش المحترم والحرية والديمقراطية للشعب المصرى.

إن هذه الثورة الطاهرة هى ملك للشباب، وصنعت منهم هم فقط وليس للأحزاب الانتهازية. لذلك لا أعرف علام يتفاوض قادة هذه الأحزاب فى أمر لم يقوموا به من الأصل أو دعوا إليه؟! وبأى مشروعية يتحدثون باسم الثورة والثوار؟ وعلى أى أرضية يقفون، وهى أحزاب لا وجود لها فى الشارع المصرى؟ ألا يعلمون أنهم سقطوا فى الشارع السياسيى يوم 25 يناير، وما قبلها مثلما سقطت شرعية النظام بعد هذا اليوم؟ بل إننى لا أبالغ إذا زعمت أن النظام الحاكم سيحتويهم واللعب بهم مثلما كان يحتويهم، ويلعب بهم فى الماضى. إننى أؤكد بأن النظام الحاكم من خلال هذه المعارضة سينجح فى إجهاض ثورة الشباب الطاهر والقضاء عليها، مدعوماً بهذه الأحزاب عن طريق التفاوض ثم التفاوض، وهذه إستراتيجية يقوم بها النظام لكسب مزيد من الوقت على أرض الميدان. لقد فعل خيراً هذا الشباب الثائر حين تساءلوا مستنكرين باسم من قادة الأحزاب يتفاوضون؟! بل ورفضوا أى نتائج تتوصل إليها هذه المفاوضات تأتى مغايرة لما يطالب به الشباب الثائر لأنهم يعلمون أن المعارضة مستأنسة، لم ولن تستطيع فى يوم من الأيام مواجهة الحزب الحاكم مواجهة حقيقية، بل هى دائما ما استمرأت دور العشيقة والتى شعارها "بعيد عنك حياتى عذاب" و" أحبك آه أخاصمك لأ".