صحف عربية وعالمية

"نيويورك تايمز": تصريحات سليمان الأخيرة تقشعر لها الأبدان

الأربعاء، 09 فبراير 2011 12:35 م

كتبت رباب فتحى

نائب الرئيس عمر سليمان

تحت عنوان "وعود السيد سليمان الفارغة" انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى افتتاحية عددها الصادر اليوم، الأربعاء، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى لاعتقادهما أن نائب الرئيس، عمر سليمان سيقود البلاد نحو عملية انتقال السلطة بالصورة التى يريدونها، ولكنهم على ما يبدو أخطئوا فى حسابهم، نظرا لأنه أبدى اهتماماً بالحفاظ على النظام القديم، الأمر الذى لا يقبله المصريون، ولا ينبغى أن يقبله مؤيدو مصر الغربيون، على حد تعبير الصحيفة.

وقالت الافتتاحية إن الحكومة تستخدم كل قوتها للتشبث بمقاليد القوى، وبدأت فى مغازلة المواطنين برفع أجور العمال بنسبة 15%، غير أن المعارضة لا تتوانى، ونجحت فى جذب آلاف من المؤيدين إلى ميدان التحرير.

ومن ناحية أخرى، رأت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس أوباما كان محقاً عندما طلب بالتغيير الديمقراطى فى مصر "الآن"، ولكن تصريحات هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية الأخيرة بشأن استغراق التغيير "لبعض الوقت" أزالت الضغوط من على كاهل الرئيس مبارك، ويحتاج الرئيس أوباما إلى استعادة صوته والضغط على سليمان لبدء عملية نقل السلطة نحو الإصلاح أو الابتعاد عن الطريق.

وأضافت "نيويورك تايمز" أن المتظاهرين حققوا مكاسب غالية، فهم أجبروا مبارك على التخلى عن الترشح لانتخابات الرئاسة لفترة حكم سادسة، وضمنوا عدم ترشح جمال مبارك أو سليمان فى الانتخابات، وأجرت الحكومة يوم، السبت، المنصرم حوارا مع المعارضة، التى ضمت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.

ورغم أن هناك المزيد من الوعود التى تعهد بها النظام، إلا أنه بات من الصعب الآن أخذها على محمل الجد بعدما أعطى مبارك لنفسه السلطة الوحيدة لتعيين لجنة توصى بالتعديلات الدستورية.

وقالت الصحيفة، إن سليمان تبنى نهجاً تصالحياً فى أول أيام المظاهرات، إلا أن تصريحاته الأخيرة "كانت تقشعر لها الأبدان" على حد تعبيرها.

وأكد النائب أنه لا يعتقد أن الوقت قد حان لرفع قانون الطوارئ المطبق منذ ثلاثة عقود لقمع واعتقال الزعماء المعارضين، وأن "ثقافة" الدولة ليست مستعدة بعد للديمقراطية، الأمر الذى يدعو للقلق.

ومضت الافتتاحية تقول: "سليمان لن يفعل ما ينبغى أن يفعله بنفسه، لذا سيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها أن يضعوا قائمة واضحة بالخطوات اللازمة لإجراء انتخابات ذات مصداقية هذا العام ولبناء الديمقراطية".

وأضافت أن الحكومة المصرية لا يمكنها أن تختار أى الإصلاحات التى ستجريها أولا ومتى، لذا يجب على زعماء المعارضة أن يشتركوا فى جميع جوانب عملية الإصلاح، ويجب رفع قانون الطوارئ وأن يمنح المصريين حرية التعبير وتشكيل الجمعيات، ويجب الإفراج عن جميع المتظاهرين المعتقلين ويجب محاكمة القوات المتحالفة مع الحكومة التى هاجمت المتظاهرين بشراسة الأسبوع الماضى.