صحف عربية وعالمية

فورين أفيرز: فترة ما بعد مبارك ستكشف النوايا الحقيقية للإخوان

الجمعة، 04 فبراير 2011 04:03 م

كتبت ريم عبد الحميد

المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع

قالت دورية "فورين أفيرز" الأمريكية، إن جماعة الإخوان المسلمين، ستسعى لأن يكون لها دور فى الحياة السياسية فى مصر بعد انتهاء عصر الرئيس مبارك، وحاولت المجلة الأمريكية قراءة النهج الذى سيتبناه الإخوان فى المرحلة القادمة، وتعاونهم مع جماعات المعارضة الأخرى.

تقول فورين أفيرز: مع قرب انتهاء عصر مبارك فى مصر، تزداد التكهنات حول ما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين ستسيطر على المشهد السياسى الجديد فى البلاد، فباعتبارها الجماعة الأكبر والأكثر شعبية والأكثر فعالية بين جماعات المعارضة، فإنها بلا شك ستسعى إلى أن يكون لها دور فى تشكيل الحكومة الجديدة، غير أن عواقب ذلك لا تزال غير مؤكدة، فهؤلاء الذين يؤكدون على خطر "الطغيان الإسلامى" يلاحظون باقتدار أن الإخوان نشأوا كجماعة مناهضة للنظام تسعى لإقامة الحكم الشريعة وتتبنى أعمال العنف ضد معارضيها فى حقبة ما بعد ثورة 1952 ولا تزال تتبنى الخطاب "المناهض للغرب وللصهيونية وللسامية"، غير أن تصوير الإخوان كجماعة تتوقف وتقدر على الاستيلاء على السلطة وفرض رؤيتها للشريعة على مواطنين لا يرغبون فى ذلك، هو أشبه بالكاريكاتير الذى يبالغ فى تصوير سمات معينة للإخوان ويتجاهل آخرين، ويقلل من مدى التغير الذى طرأ على الجماعة عبر السنين.

وتوضح المجلة، أن الأفراد المنتمين إلى الفرع الإصلاحى فى الجماعة، سواء كان هذا الفرع لا يزال فاعلاً فى الجماعة أم لا، يبدو أنه الأكثر مشاركة فى قيادة الانتفاضة الشعبية فى مصر، وليس مدهشاً على سبيل المثال أن المدون الإصلاحى مصطفى النجار، هو أحد المتحدثين الأساسيين باسم الجمعية الوطنية للتغيير التى شكلها البرادعى، ورغم ذلك، فإن مشاركة الإخوان ليست ذات أهمية كبيرة، فهى لم تقم رسمياً بأى حشد حتى يوم 28 يناير، أى بعد أيام من بدء الاحتجاجات، وعلى عكس المظاهرات السابقة التى كان يحمل فيها أعضاء من الإخوان نسخ من القرآن ويرددون شعر "الإسلام هو الحل"، فإن الشعارات الدينية كانت غائبة بشكل واضح هذه الكرة.

ويعرف الإخوان، كما تقول المجلة، أن زيادة دورهم فى المشهد السياسى يعنى ارتفاع حجم المخاطر التى يمكن أن يتعرضوا لها، مثلما حدث بعد نجاحهم فى انتخابات البرلمان عام 2005، وبالتالى فإن أية أولوية لدى الجماعة الآن هو التأكد من تنحى الرئيس مبارك وأن عهد الفساد والديكتاتورية المرتبطة بهذا الحكم قد وصلت إلى نهايتها.

ولتحقيق ذلك، فإن مصر الإخوان ومعهم جماعات المعارضة الأخرى دعمت محمد البرادعى، ويعرف الإخوان أن الانتقال السلس إلى نظام ديمقراطى سيتطلب حكومة مؤقتة مقبولة من الجيش والغرب، ولهذا فقد أشارت الجماعة إلى أنها لن تسعى إلى الحصول على مناصب فى الحكومة الجديدة.

وتصف الدورية الأمريكية الإخوان بأنهم شديدو الدهاء والبراجماتية وشديدة الحذر إزاء تبديد سمعتها التى اكتسبتها بشق الأنفس بين المصريين كطرف سياسى مسئول أو تدعو إلى خطر الانقلاب العسكرى بمحاولة الاستيلاء على السلطة من تلقاء نفسها.

ومع ذلك، إنه من غير الواضح ما إذا كانت الجماعة ستواصل ممارسة ضبط النفس أم ما إذا كان قادتها التقدميين سيفرضون رأيهم.

مثل هؤلاء الإصلاحيين ربما يكون مرحب بهم أكثر بين جماعات المعارضة الأخرى عندما يضعون مشروع دستور جديد ويضعون الإطار المنظم للانتخابات، لكنهم لن يتحدثوا بالضرورة عن القيادة العليا للجماعة أو أغلب صفوفها.. وسنظل فى انتظار معرفة ما إذا كان الإخوان، كجماعة وليس كأفراد، سيقبلون بدستور لا يشير إلى الشريعة ويحترم حقوق كل المصريين فى التعبير عن أفكارهم وتشكيل الأحزاب، وتوضيح مواقفهم الغامضة من حقوق المرأة وغير المسلمين، ووضع برامج محددة لحل المشكل الاجتماعية والاقتصادية الأكثر تعقيداً فى البلاد.

وتنهى "فورين أفيرز" تحليلها، بالقول إن الإخوان أثبتوا أنهم قادرون على التطور عبر الزمن، ولعل أفضل وسيلة لتقوية التزاماتها الديمقراطية هو تضمينها فى العملية السياسية والتأكد من وجود ضوابط وتوازنات لضمان ألا تحتكر جماعة محددة السلطة، وضمان الحريات لجميع المواطنين بموجب القانون.