مقالات القراء

د. طارق النجومى يكتب: أعطنى حريتى أطلق يداى

الأربعاء، 02 فبراير 2011 04:07 م

هناك لحظات تبدو فارقة فى تاريخ الأمم ترسم لها طريق المستقبل، إما طريق السلامة والرقى وأما طريق الحسرة والندامة.

قرأنا وسمعنا كثيرا عن أكلة لحوم البشر.. ولا شك أن من يؤكل لحمه يتكبد آلاما ومعاناة هائلة.. ولكنها معاناة قد تستمر للحظات ثم ينتهى الأمر والشاة لا يضيرها أكلها بعد ذبحها!! أما معاناة من يؤكل حقه لهى معاناة وحسرة مستمرة قد تمتد لسنوات وسنوات.
ونحن قد أكل حقنا فى وطن متطور يجد له مكانا بين الأمم الراقية.. ماذا كان ينقص وطن بدأ مشواره فى العهد الحديث قبل أمم وشعوب بدأت مشوارها بعدنا بسنوات طويلة ويشار لها بالبنان فى عالم اليوم.

إن الجامعة المصرية أنشئت قبل أكثر من قرن من الزمان.. ماذا كان ينقص هذا الشعب؟؟ لم يكن ينقصه إلا جهود أبناء مخلصين ينظرون لوطنهم نظرة الإخلاص والأمانة ليعرفوا ماذا يستطيعون أن يقدموا له من جهد وعطاء.. لا كما تنظر المفترسات للفريسة ولا الصياد للمغنم والغنيمة.

عهود طويلة أرضعوا الكثيرين مبادئ المصلحة وعشق الذات والبخل فى العطاء للآخرين واستحلال الحرام والتلذذ بالآثام وإضفاء الباطل على الحق والتلاعب بالألفاظ والعبارات وإطلاق الشعارات الجوفاء.. عقول خاوية وأرواح متخاذلة ونفوس لا ترى إلا ذاتها، ومع ذلك لا يستحون ويعطوننا دروسا فى الوطنية الزائفة وهم يحولون الوطن لسلعة تباع وبضاعة مستحلة.. عندما يفقد الإنسان الحياء يقول ويفعل ما يشاء.. فإن لم تستح فقل ما شئت.

تلاعبوا بمصالح الوطن حينا وانشغلوا عنه بمصالحهم وتربيطاتهم من أجلها حينا آخر.. تركوا أذنابهم يموهون على العامة يسحرون عيونهم ويغيبون عقولهم ولكنهم نسوا أن هناك وقتا ينقلب فيه السحر على الساحر.. تشفى العيون وتتفتح الأبصار وتنجلى البصائر فهل يستطيع السحرة الاستمرار فى عروضهم بعد أن انكشفت ألاعيبهم.. أم عليهم لم أدواتهم ومساعديهم وصبيانهم وتفكيك سركهم والاختفاء بعيدا عن العيون.. إن المصير واضح وجلى وكرة الثلج قد بدأت مسيرتها ولن يكون هناك وقت للندم.