مقالات القراء

زكريا رمزى يكتب: ملاحظات على انتفاضة 25 يناير

الخميس، 27 يناير 2011 11:10 م

صورة أرشيفية

لقد نفذت المظاهرات التى أعلنت عنها مجموعة من القوى السياسية وشباب الفيس بوك حسب الموعد المحدد لها، وهو يوم عيد الشرطة الموافق 25 يناير، وبحق لقد كانت الشرطة على قدر كبير من الوعى والمسئولية، بالرغم من بعض التجاوزات التى صدرت من الجانبين. ولكن بقى لى أن أعلق على هذه المظاهرات وأسرد تعليقاتى فى بعض النقاط:

*لقد رأيت بنفسى المتظاهرين وهم ينادون على بعضهم بأن يلتزموا السلم ولا يلقون بالحجارة على رجال الشرطة، إنه موقف محترم ومتحضر يجب الإشادة به، بالرغم من الخروج على هذا الأسلوب الحضارى فى بعض الأوقات.
* التعتيم الإعلامى للتليفزيون المصرى المتمثل فى قنواته الرسمية عن بث أخبار عن هذه المظاهرات طوال اليوم، مما يعود بنا إلى عصر التعتيم الإعلامى، لكن الوقت مختلف، فالقنوات الفضائية تذيع الخبر وقت حدوثه وكان يجب على القنوات الرسمية ألا تجعل المشاهد يتركها للبحث عن الأخبار فى القنوات الأخرى.

* أصبح من الظاهر للبيان أن الناس قد وصلت من الوعى والضيق لحد أنها لن تسكت بعد ذلك كسابق عهدها، مما يعطى للذين يقومون بتقديم الخدمات لهذا الشعب أن ينتبهوا، وأكبر دليل على ذلك المظاهرات التى تحدث فى قطاعات الدولة المختلفة معترضة على قرارات الوزراء، فالمتظاهرون يقدمون للحكومة رسالة فحواها أننا لن نسكت على الوساطة والمحسوبية وتبرير كل عمل خاطئ بأشياء لا نستوعبها، وأن عليها أن تقدم إنجازات ملموسة للقطاعات العريضة من الشعب المصرى وليس شعارات وكلام فقط.

* تغيب دور الأحزاب نهائيا، أثبتت تلك المظاهرات أنه لا وجود لأى حزب فى مصر، فمن المفترض أن تلك المظاهرات تنظم تحت رعاية الأحزاب، خاصة أحزاب المعارضة، لكن الساحة كانت خالية تماما من مثل هؤلاء الذين ينعمون بالدعم الحكومى كل عام لأحزابهم، أما الشارع فمنفصل عنهم تماما.

* ظهور جماعة الإخوان المسلمين بقوة داخل المظاهرات وتغيير مساراتها السلمية، فتحولت المظاهرات من احتجاجات إلى اشتباكات، ورموز القوى السياسية الذين ملأوا الدنيا ضجيجا فى السنوات السابقة وكانوا يتابعونها من مكاتبهم الدافئة إلا ما ندر منهم مثل المناضل أيمن نور.
* أكثر ما أحزننا هو النتائج السيئة لتلك المظاهرات من موت بعض المتظاهرين وجنود الشرطة وإصابة المئات، هو الشىء الحزين فعلا أن يموت شاب لديه 20 سنة ويفقد مستقبله وأسرته تفتقده، إنها مأساة حقا.

وأخيرا حفظنا الله وحفظ مصرنا الحبيبة من الشرور والمصائب وحفظ كل المصريين بالخير والسلام والحرية، وأقدم إلى كل رجال الشرطة باقة من الحب فى عيدهم الذى قضوه فى الشارع.