مقالات القراء

محمود كرم الدين يكتب: الحب مولد الطاقات

الأربعاء، 26 يناير 2011 11:13 م

نعم .. إن المتأمل فى حال المحب الحقيقى .. يتعجب من قدرة تحمله الكثير من الآلام .. تجده كلما زاد ألمه .. زاد تمسكه بحبه رغم ألمه .. عجيب حقاً حال الكثير من المحبين .. وسر الألم والفرحة .. يكمن فى ذلك القرب بين المتحابين .. الذى يعرضهم للكثير من الاحتكاكات والتصادمات .. فعلاقتهم ليست كتلك العلاقات المتوازية التى لا تتصادم ولا تتعارض مصالحها ولا أفكارها .. فعلاقة الأصدقاء مثلاً فى أغلب الأحيان .. لا تتعارض .. لأن لكل صديق مصالحه الخاصة بعيدة عن الآخر .. بخلاف علاقة الأزواج .. تتشارك مصالحهم .. وتتشابك مشاعرهم .. بشكل يجعل من السهل حدوث احتكاكات ..

لكن تلك الاحتكاكات ليست سلبية دائماً .. فربما كان الاحتكاك إيجابياً .. فكانت الطاقة الإيجابية التى تبنى ولا تهدم .. وربما كانت سلبية .. فكانت الطاقة تؤلم .. لكن المحب من ألمه لا يتعلم .. ربما تجده يلتمس الأعذار للمحبوب ولا يندم .. ربما كان السر فى ذلك .. فى تلك الحالة التى تولدت مع حبه .. وتلك الطاقة التى أشعرته بوجود .. ليس كأى وجود .. وحدود لقدراته ليست كأى حدود .. ما أعظمها من طاقة وقدرة تلك التى فى قلوب المحبين .. طاقة إن سارت فى مساراتها الصحيحة .. كانت الكاشف الحقيقى لقدرات الإنسان .. كحب الأب لأولاده الذى يجعله يتحمل من أجل تربيتهم .. وحب العالم لعلمه الذى يجعله يتحمل العمر الطويل داخل معمله .. ولكن .. هناك من طاقات الحب ما تخرج عن المسار .. كخروج طاقة الكهرباء عن مساراتها المحددة فى السلوك .. فبدلاً من أن تكون سبباً للإنارة والمساعدة على الحياة .. تكون سبباً للصعق ..إنها فى تلك الحالة ليست مجرد آلام طبيعية مصاحبة للحب .. إنها سبباً للهلاك .. وشتان بين طاقة تسير فى مساراتها الطبيعية .. وطاقات تخرج عن السيطرة .. ما أحوج طاقة الحب .. لعقل يضبطها .. فكلما زاد الحب .. كلما كنا أحوج لعقل متعلم واع يضبطه ويحكمه فى مساراته الصحيحة .. فإن كنت تريد أن تكون محباً حقيقياً .. فلتكن متعلماً حقيقياً .. وعاملاً حقيقياً للحفاظ على حبك بما تعلمته .