ثقافة

زوج شقيقته خلال ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة:

لو كان فاروق عبد القادر واعياً لحظة حصوله على جائزة الدولة لرفضها

الثلاثاء، 25 يناير 2011 05:08 م

كتب وجدى الكومى

جانب من الندوة

أكد عبد العزيز عبد العال، زوج شقيقة الناقد الراحل فاروق عبد القادر، أن الراحل حفظ القرآن فى صغره، وهو ما جعله يتمكن من أهم أدواته فى النقد، وهى اللغة، وقال عبد العزيز، إن فاروق عبد القادر لو كان واعيا لحظة حصوله على جائزة التفوق من المجلس الأعلى للثقافة التى ذهبت إليه مع إعلان جوائز الدولة فى يونيو الماضى، لرفضها ولم يكن سيقبلها.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لندوة الناقد الكبير الراحل فاروق عبد القادر، والتى أقامتها لجنة القصة أمس الاثنين بالمجلس الأعلى للثقافة، وافتتحها الروائى الكبير خيرى شلبى مقرر لجنة القصة، وألقى عبد العزيز عبد العال كلمة أسرة الناقد الكبير الراحل.

وأشار عبد العزيز عبد العال إلى أن الكثير من أصدقاء فاروق عبد القادر بذلوا الكثير من الجهد مما لا يمكن حصره، أثناء علاجه، ومنهم هالة البدرى وأسامة الرحيمى وغيرهما، وأكد أن فاروق عبد القادر كتاب مفتوح، فنشأ فى أسرة متوسطة، ووالده كان يعمل بالثانوية العامة، وتنقل فى جهات كثيرة.

ولد فاروق عبد القادر فى بنى سويف، وترتيبه كان الثانى فى الأسرة، وشقيقه الأكبر تخصص فى الجيولوجيا، وقال عبد العال، إنه رأى كتابا كبارا فى عزاء زوج شقيقته فاروق عبد القادر، لكنه لم ير هؤلاء الكتاب الكبار فى مرضه.

وتابع عبد العال: لقد ثقف عبد القادر نفسه بنفسه، ولم يدرس اللغة الأجنبية فى مدرسة، وكان شغوفا بالقراءة ويحبها حبا جما، وتلقى عقابا فى شبابه بعدم التعيين، وأكد عبد العال على أن عدة مشاكل حدثت بعد رحيله، مما جعله لا يستطيع أن يعرف مصير الكثير من الخطابات التى كانت تحويها مكتبته.

وأشار عبد العال إلى أن فاروق عبد القادر كان يعمل مترجما فى قصر حاكم قطر، وعاد بعدها ليكتب مقالات فى روزاليوسف بعنوان "عملت لمدة عام فى قصر حاكم قطر" وهو ما عرضه للمنع من دخول قطر حتى رحيله.

كما أشار عبد العال إلى أن فاروق عبد القادر كان قاسيا بعض الشىء فى نقده لبعض الشخصيات، لكنه كان ودودا وعطوفا، وكان يحب أولاد شقيقته.

وأكد الروائى خيرى شلبى فى كلمته على أن فاروق عبد القادر كان ضلعا بارزا من أضلاع جيلنا، مشيرا إلى أن محنة فاروق عبد القادر كانت فى منهجه الانتقائى، مؤكدا على أنه لم يكن يكتب إلا عن قناعة خاصة، مضيفا أن كل مبدع من المبدعين العرب مع الأسف، يعتقد أنه الأحق بالاهتمام والتقدير، والعملية النقدية، ليست من مهمتها بالضرورة ملاحقة كل ما ينشر.

وقال شلبى: كان فاروق عبد القادر ينتقى ما يكتب عنه، إما بالأعجاب، لأنه وجد من يتفق مع وجهة نظره، أو بالنقد الحاد، لأنه وجد مناسبة لطرح ما يؤمن به من القضايا والأفكار، ولم يكن الكثيرون، يعجبون بنقد فاروق عبد القادر، لمجرد أنه لم يكتب عنه، وهذه محنة كل ناقد جاد، إلا أنها تركت فى فاروق الكثير من ردود الفعل الضارة، ومهما يكن الأمر، فقد كان عبد القادر، يمضى فى ثلاث شعب، النقد الأدبى، وما يصدر من نتاج فى القصة والرواية والشعر أحيانا، ثم النقد المسرحى، وله فيه باع طويل، ثم العلاقات الثقافية، وكان فيها كاتبا نافذ النظرة، ويبحث فيما خفى من أسرار العلاقات التى تؤثر على العمل الثقافى، وهذه الناحية من كتاباته السبب الأكبر فيما شجر بينه وبين الآخرين من خلافات حادة.

وأوضح شلبى أن ما تركه فاروق من نتاج فى النقد المسرحى والأدبى شىء يعتد به جدا، مؤكدا على أن الحياة الثقافية فى مصر والعالم العربى سوف تظل تقدره، وتابع شلبى: نحن فى لجنة القصة، نشعر أن ميراثنا فى فاروق عبد القادر أكثر من لجنة المسرح، ولهذا بادرنا بإقامة هذه الاحتفالية المتواضعة فى ذكرى ميلاده، ونتعشم أن نصنع ندوة كبيرة فى الذكرى القادمة إن شاء الله، وشكر شلبى عبد العزيز عبد العال على المعلومات القيمة التى أشار إليها فى كلمته.