أخبار عربية

أبو مازن: نشر الوثائق يهدف لخلط الأمور وليس لدينا سر نخفيه

الإثنين، 24 يناير 2011 02:43 م

(أ. ش. أ)

الرئيس الفلسطينى محمود عباس

أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أن هناك اتفاقا فى الرأى مع الرئيس حسنى على أهمية استمرار الموقف العربى فى التوجه إلى مجلس الأمن الدولى لاستصدار قرار يتعلق بإدانة الاستيطان الإسرائيلى، موضحا أن مشروع القرار قد وضع الآن فى المرحلة التمهيدية التى تعرف بـ"الصيغة الزرقاء" والتى تعنى أنه يمكن أن يقدم بعد ذلك للتصويت.

وقال أبو مازن إن لقاءه مع الرئيس مبارك اليوم الاثنين تناول مجموعة من القضايا المهمة أبرزها ما يتعلق الاتصالات التى تتعلق بالعملية السياسية وعملية السلام وإلى أين وصلت وما هى المقترحات التى يمكن لها أن تديم هذه العملية السياسية، مشيرا إلى أنه ليس لدى الجانب الأمريكى جديد حتى الآن فى هذا الخصوص.

وأوضح الرئيس الفلسطينى، فى مؤتمر صحفى عقب اللقاء الذى استغرق نحو الساعة وربع الساعة، أن وزراء الخارجية العرب اتفقوا خلال لقائهم بشرم الشيخ قبل أيام على أن الأمور باتت جاهزة لهذا التحرك، "ونحن ننتظر الآن معرفة ماذا سيحدث بعد أيام وعلى ضوء ذلك سوف نقدر ونعد مقترحاتنا".

وردا على سؤال حول رؤيته للوثائق التى تم نشرتها إحدى القنوات الفضائية بالأمس عن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قال أبو مازن إن نشر هذه الوثائق أمر مقصود ويهدف إلى خلط الأمور بين المقترحات الفلسطينية والإسرائيلية "وهذا عيب".

واستطرد الرئيس الفلسطينى قائلا "نود أن نؤكد مجددا أنه ليس لدينا سر نخفيه، وكل ما نتفاوض عليه أو يعرض علينا أو نعرضه من مقترحات نقدمه بالتفصيل للدول العربية مشفوعا بالوثائق، والعرب جميعا يعرفون ذلك".

وردا على سؤال حول الكشف عن تورط عناصر تابعة لجيش الإسلام الفلسطينى فى الحادث الإرهابى الذى استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية، أعرب الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) عن إدانته الشديدة لهذا العمل الإجرامى ، قائلا "إن من قام بهذا العمل أيا كان فهو مجرم ويجب أن يأخذ عقابه فهذه جريمة بشعة بكل المقاييس والمعانى..لا يجوز أن تحدث من أى شخص أو جهة".

وتابع "أن القضاء المصرى سوف يحكم بالعدل، ويوقع أقصى العقوبة على من تثبت إدانته فى تلك الجريمة سواء كان من غزة أو من غيرها.وحول موقف الاتحاد الأوروبى من جهود دفع عملية السلام وإذا كان من الممكن أن يكون بديلا للدور الأمريكى ، قال الرئيس الفلسطينى إن موقف الاتحاد الأوروبى مهم ومتقدم ولكن حتى الآن فإن أوروبا لا تستطيع أن تحل محل أمريكا ولا تريد .. ولا نحن نريد ذلك.

وأضاف "أن ما نريده هو أن يكون الموقف الأوروبى والروسى وباقى دول العالم والأمم المتحدة موقفا مساندا ودافعا للموقف الأمريكى ليتطور ويرقى إلى مستوى البيانات الأوروبية التى كانت تصدر وخاصة بيان الاتحاد الأوروبى الصادر فى 8 نوفمبر 2009".

ما يتردد عن إمكانية القبول بدولة ذات حدود مؤقتة على النحو الذى يطرحه بعض الساسة الإسرائيليين، رفض الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) بشكل قاطع إمكانية قبول مثل هذا الطرح ، قائلا "إنه من المستحيل قبول مثل هذا الحل" ، معيدا إلى الأذهان الرفض الفلسطينى القاطع لمثل هذا الاقتراح منذ طرح المرة الأولى قبل سبع سنوات على الرغم من أن البعض (وهم بصراحة حركة حماس) حاولوا التجاوب مع هذا الطرح ، وحتى هؤلاء قد تراجعوا عن موقفهم فى مرحلة لاحقة.

وقال أبومازن "إن الموقف الفلسطينى برفض مثل تلك المقترحات يرجع إلى اقتناعنا بأن الدولة ذات الحدود المؤقتة ، هى عمليا الدولة ذات الحدود الدائمة ، ولن يكون هناك حل بعد ذلك".

وردا على سؤال حول ما إذا كانت السلطة الفلسطينية تتوقع وقفا للاستيطان الإسرائيلى نتيجة اللجوء إلى مجلس الأمن ، قال الرئيس الفلسطينى إن القرار الذى نقترحه ونسعى إلى استصداره من مجلس الأمن إنما ينبع مما ورد بالفعل فى خطة "خارطة الطريق" ، وما تم الاتفاق عليه ثنائيا مع الجانب الإسرائيلى ، ولما طرحه الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى خطابه للعالم الإسلامى من جامعة القاهرة ، وما طرحته وزيرة الخارجية الأمريكية من قبل ، والذى يؤكد على أن استمرار الأنشطة الاستيطانية هو أمر غير شرعى ، وبالتالى ليس هناك مبرر لوضع العراقيل أمام مشروع القرار ، واستغرب أن يرفض البعض هذا القرار أو يستخدموا حق "الفيتو" ضده.

وحول رؤيته للموقف الروسى فى ضوء زيارة الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف للأراضى الفلسطينية مؤخرا ، وصف أبو مازن الموقف الروسى بأنه "جيد وثابت" فى تأييده للحقوق العربية منذ عهد الاتحاد السوفيتى.

وقال "الجديد هو أن الرئيس الروسى عندما قرر زيارة إسرائيل وفلسطين ، وهو ما لم يرحب به الإسرائيليون، فقد أصر على زيارة فلسطين فقط وهى خطوة كبيرة وجريئة للغاية تحدث للمرة الأولى من جانب دولة كبيرة كروسيا" ، مؤكدا أهمية ما تم خلال تلك الزيارة.

وأضاف "صحيح أن الاتحاد السوفيتى سبق أن اعترف بالدولة الفلسطينية منذ عام 1988 ، لكن الرئيس الروسى أكد مجددا خلال الزيارة على اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس ، وهو ما جاء فى إطار التيار الجديد الذى يحدث من جانب دول أمريكا اللاتينية وغيرها من اعترافات جديدة بالدولة الفلسطينية".

وحول ما إذا كان توالى الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية قد يكون مخرجا من الأزمة الحالية التى تواجهها عملية السلام ، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) إن الاعترافات الجديدة بالدولة الفلسطينية ذات معنى سياسى ودبلوماسى ومعنوى ، والأهم أنها ذات معنى ضاغط على العالم ليقول للجميع ولمن لا يريد أن يعترف بالدولة الفلسطينية .. أن هناك من يعترف بهذه الدولة.

وعما إذا كان الجانب الفلسطينى يتوقع جديدا من مؤتمر المانحين المتوقع عقده قريبا فى العاصمة الفرنسية باريس ، أوضح الرئيس الفلسطينى أن الدول الأوروبية متفقة ومستمرة فى موضوع الدعم للشعب الفلسطينى ، ولا أعتقد أن هناك تغيرا فى هذا الموقف.

وحول الموقف الحالى لجهود المصالحة الفلسطينية الفلسطينية ، قال أبومازن إن العرب جميعا اتفقوا ومنذ اللحظة الأولى على أن تتولى مصر أمر هذا الملف ، وقد أجملت مصر بعد مناقشاتها مع كافة الأطراف وثيقة ،ونحن من جانبنا وقعنا عليها فورا والآن وبعد مرور 16 شهرا لم توقع "حماس" عليها حتى الآن.

وأشار إلى أنه تم عقد العديد من اللقاءات للتوصل إلى المصالحة كان آخرها اللقاءان اللذان عقدا فى دمشق وتم من خلالهما إحراز تقدم واتفق الوفدان على لقاء ثالث ، "وفوجئنا قبل بضعة أيام من موعد انعقاده بمتحدث باسم حماس يعلن إلغاء الاجتماع دون توضيح للأسباب".