تحقيقات وملفات

جدل حول حادث قطار سمالوط بـ"الشعب".. نائب يطالب بـ"بقاء رجال الدين داخل دور العبادة".. وحميدة يرد: لو عملنا كده يبقى الراقصات هما اللى هيربوا ولادنا.. وأسعد يؤكد: الحادث طائفى

السبت، 22 يناير 2011 03:50 م

كتبت نور على

النائب جمال أسعد

شهد اجتماع اللجنة المشتركة من لجان حقوق الإنسان والدفاع والدينية اليوم، السبت، برئاسة المستشار انتصار نسيم، خلافاً بين النواب حول رؤيتهم لحادث قطار سمالوط، الذى أطلق فيه شرطى النار على الركاب وأسفر عن مقتل مواطن وإصابة خمسة جميعهم أقباط، وأنهت اللجنة اجتماعها دون تحديد توصيات.

بداية، قال المستشار إدوار غالى، إن الدستور يحظر التدخل فى أعمال السلطة القضائية، وحذر النواب من تناول القضية بشكل إيجابى أو سلبى أو التحدث عن أن المتهم مريض عقلى أم لا، لأن القضية أمام المحكمة ولم تفصل فيها بحكم نهائى، إلا أن رئيس اللجنة المستشار انتصار نسيم أكد أن اللجنة تناقش الحلول المقدمة وليس الحادث.

قال النائب محمود خميس: "أنا كرهت كلمة وحدة وطنية"، مطالباً رجال الدين بأن يلزموا دور العبادة وأن يراعوا مصلحة البلد، وتابع قائلاً: "أقول لهم أهدوا بقى وكافية كده وارحموا شعب مصر وأرض مصر، خليكم فى كنائسكم ومساجدكم وبلاش البحث عن الشهرة والمزايا".

بينما اعتبر النائب جمال أسعد، أن المصريين أصبحوا يعيشون فى مناخ طائفى، قائلاً: "بعيداً عن كون الحادث إرهابياً أو جنائياً ما يهمنا فى المقام الأول هو أننا نعيش مناخاً طائفياً يحلل الأمور ويوصف القضايا بشكل طائفى"، مشيراً إلى ما تردد عن أن الأسرة المسحية التى أصيبت كانت تردد ترانيم قبل الحادث، وتساءل: لماذا لا نصارح أنفسنا ونأخذ دورنا كمجلس شعب، ولابد أن تقتنع أن المناخ الطائفى يمثل خطورة ويتحول إلى مرحلة الفرز الطائفى بين من هو مسيحى ومن هو مسلم، ثم إلى فتنة طائفية.

وطالب أسعد تشكيل لجان استماع حول كثير من المفاهيم والموضوعات المغلوطة، مثل الخط الهمايونى الذى ليس له أى علاقة بالكنائس، وكذلك قانون دور العبادة الموحدة، مطالباً بانتقاء الألفاظ والعبارات.

واختلف النائب محمد حسام مع أسعد، وقال نحن لا نعيش مناخاً طائفياً، وأن هذه الكلمة تشعرنا أننا نمسك السكاكين لبعض، ورد أسعد قائلاً: لو كان حادثاً جنائياً فقط ما كنا اجتمعنا، لكن هذا الاجتماع لأن الحادث فيه شبهة طائفية، وقال لابد أن نكون صرحاء مع أنفسنا.

واشتعلت اللجنة سخونة مع حديث النائب الدكتور شوقى عبد اللطيف وكيل اللجنة الدينية، الذى طالب بالتخلى عن العصبية، وقال لابد أن نسلك أدب الحوار، مشيراً إلى أن الموضوع ليس عنترية أو أن كل واحد يريد إلقاء المسئولية على الآخر، وتابع قائلاً: للحوار أدب ويجب أن نتخلى عن العصبية، فالدين لله والوطن للجميع، لكن الملاحظ أننا نحن نواب الشعب نسكب البنزين على النار، رغم أن دورنا أن نناقش القضية بروية وحكمة دون تعصب، وعندما يأتى النائب لمجلس الشعب عليه أن ينسى من هو ومن أى قبيلة، لأنه نائب عن المسحيين والمسلمين معاً، وأضاف: من أخطر القضايا التى تثير الفتنه وتؤدى إلى أمور لا يحمد عقباها أننا نعيش فى مناخ طائفى، وقال لا نريد أن نحول مصر إلى أفغانستان أو العراق، مؤكداً أنه لا يوجد مناخ طائفى بين المسلمين والمسحيين.

وهنا تدخل النائب جمال أسعد، قائلاً: إحنا شهود على بعض، أنا مش شايف أننا بنحل، واعترض أسعد على ما قاله النائب شوقى عبد اللطيف من ضرورة الالتزام بأدب الحوار، وقال أسعد لابد من حذف هذا الكلام، إحنا مؤدبين يا أخى.

وتدخل رجب حميدة مدافعاً عن النائب عبد اللطيف، قائلاً إنه وكيل وزارة الأوقاف وكلامه صحيح، ورد عبد اللطيف قائلاً لأسعد: أنا لم أقاطعك وأنت تتحدث وأخذت حقك، وأنا عارف بقول إيه ولم أتجاوز فى أى شىء، وتابع دورنا هو أن نبحث الأمور بحكمة بعيداً عن التعصب، مشيراً إلى أن إعدام الكمونى أشفى غليل المسلمين قبل الأقباط، ورفض الدعوة التى يقولها البعض من أن يلزم رجال الدين المساجد والكنائس، مؤكداً على أن الدين هو القاعدة العقلية لأى عمل ناجح.

وعقبت النائبة أمينة شفيق قائلة: إن فضيلة الشيخ قال نحن مسئولون عن المسيحيين، لأنهم شركاء ومسئولون عن البلد قبلنا وهذا فرق، وأكدت أننا نعيش مناخ فرز طائفى، وأضافت سهل جداً النفاق، لكن الصعب أن نقول الصدق وأنا أحب الصعب.

من جهته، طالب اللواء أمين راضى رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى وسائل الإعلام بعد الخروج عن الخطاب الدينى، وطالب من النواب الإبلاغ عن أى واقعة لجدل دينى يثير الفتن.

وعلق النائب رجب حميدة، قائلاً: إن بعض الكتاب فى وسائل الإعلام يعملون وفق أجندات خاصة، لتحقيق مصالح خفية لبعض العناصر الداخلية والخارجية، وهم الذين يتسببون دوماً فى تضخيم المسائل، وأشار إلى أنه قرأ خبراً فى صحيفة قومية يتحدث عن موت بقرة لرجل مسيحى بدراجة بخارية يقودها مسلم، وطالب بإعلان مسئول يقدم مصالحة الأمة على مصلحة الفرد، ورفض الدعوة بأن يلزم رجال الدين المساجد والكنائس، مؤكداً على ضرورة تنشيط دور المؤسسة الدينية، وتساءل متهكماً: إذا لم يقم رجال الدين بدورهم فى تربية النشء، فمن يقوم؟ هل تقوم به الراقصات الذين تابوا وخلعوا ولبسوا وعملين يصدروا الفتاوى فى القنوات الفضائية؟.

وقال النائب محمد الصحفى، أمين سر لجنة حقوق الإنسان، هناك احتقان ويجب أن نرفع رأسنا لكى نعرف الحل، وأشار إلى المواطن المسيحى شريك قبل المواطن المسلم فى المسئولية، لافتاً إلى أن حقوق المسيحيين مهضومة فى جوانب كثيرة، وقال: "من أجل حبنا لمصر نقول هناك احتقان بقليل من الحلول سيزول، إما إذا تركناه فستزيد حالة الاحتقان".