مقالات القراء

شاذلى دنقل يكتب: شهادة حق

الخميس، 20 يناير 2011 09:49 م

زاهى حواس

فوجئت كما فوجئ غيرى بخبر مثير ويدعو للدهشة والرثاء فى نفس الوقت موجود على العديد من المواقع الإلكترونية، يفيد بأن سيدة تقبل قدم الدكتور زاهى حواس من أجل تعيين ابنها فى الآثار..

هكذا قرأنا وتعجبنا من ذلك الواقع المرير الذى نعيشه من ناحية هذه السيدة وما فعلته، ومن ناحية أخرى صيغة الخبر فى الجرائد التى استفزتنى بشدة، لأنها حتى لو حدث مثل هذا الموقف ففيه تشهير بهذه السيدة التى لا تريد من الحياة سوى وظيفة لابنها من أجل سد جوعه لم ترتكب جرما قط، حتى يتم فضحها على الملأ.

هذا من جانب السيدة أما من الجانب الآخر ففى الخبر أيضا عدم دقة وتسرع وتجنى على شخص الدكتور زاهى حواس، المعروف بمواقفه الإنسانية النبيلة التى تكذب مثل تلك الأفعال، فهو لا يقبل مثل هذه المواقف مهما حدث، وهذا ليس دفاعا عنه ولكن شهادة حق لرجل وإنسان اعتز بأننى أعمل فى مجال الآثار مثله وأقدره جدا، فكم مرة شاهدته عن قرب فى مواقع الحفائر الأثرية ولمست مدى حبه لعمله للدرجة التى تجعله عصبيا بشدة لإخلاصه الشديد لهذا العمل.

ولكن تلك العصبية يكمن بداخلها حب وتقدير لجميع من يعملون معه هذا هو الجانب العملى، فى المواقع الأثرية التى رأيته فيها أما الجوانب الأخرى الانسانيه فيه فهى اهتمامه الكبير بأن يتم تشغيل العديد من الشباب فى الآثار.

فمرات عديدة أراه يقوم بالتوقيع على موافقات تشغيل لأشخاص لا يعرفهم، ملتفون حوله على سلالم مقر المجلس الاعلى للآثار ويلبى طلباتهم بعد أن يعرف أنهم خريجو آثار، أما أنا على المستوى الشخصى لا أنسى يوم أن كنت أعمل بصفة ودية فى موقع الحفائر الخاص به فى الهرم، وكان يأتى هو دائما للموقع لمتابعة العمل وما إن عرضنا عليه أنا واثنان من زملائى طلبات تشغيل بصفة رسمية فى الموقع، قام مباشرة بالتوقيع عليها، لم يتعصب فى وجهنا أو ينهرنا، بل لبى طلبنا لإيمانه الشديد بقيمة الشباب والعمل الذى نقوم به.

بقى شىء واحد مهم جدا ويجب أن يعرفه الجميع أن دكتور زاهى لا يحتاج شهادتى هذه فأعماله ومواقفه هى خير شاهد فالدكتور زاهى بدأ حياته مفتشا للآثار فى المواقع الأثرية وحبه للآثار جعله من أهم الشخصيات العالمية فى الآثار، وترقى بها إلى أعلى منصب فى مصر فأصبح حارس الآثار الأول.