ثقافة

جمال عمر: أمريكا شركة كبيرة لاستيراد البشر

الأربعاء، 19 يناير 2011 03:23 م

كتبت صفاء عاشور

غلاف رواية "مهاجر غير شرعى"

وصف الكاتب جمال عمر صاحب رواية "مهاجر غير شرعى"، أمريكا بأنها دولة تركيب، قائلا إنها تفتقد الخصوصية الثقافية ودائما ما تحتاج إلى ضخ أعداد هائلة من البشر المهاجرين إليها للعمل فيها، فتظهر وكأنها شركة كبيرة على مساحة دولة لاستيراد البشر.

جاء ذلك خلال حفل التوقيع الذى عقد أمس بمقر دار نشر الثقافة الجديدة بمناسبة صدور الطبعة الثانية من كتابه "مهاجر غير شرعى"، التى صدر بمقدمة للكاتب جمال الغيطانى، والرواية تحكى سيرة الكاتب الذاتية، وهجرته غير الشرعية إلى أمريكا عن طريق إحدى دول أمريكا الجنوبية، والمواقف التى صادفته هناك، والشباب المصرى الذين قابلهم هناك، والذين يعمل أغلبهم كسائقى تاكسى، أو كبائعين على عربات الهوت دوج.

ويعمل الكاتب جمال عمر كسائق تاكسى فى مانهاتن، وقد رفض عدداً من الوظائف الأكاديمية التى عرضت عليه بعد الحادى عشر من سبتمبر، والتى تختص بتدريس اللغة العربية، وعن ذلك يقول عمر "رضيت بالعمل كسائق تاكسى لأننى لا أريد تحمل موقفاً سياسياً لا يعبر عنى، كما أن سائق التاكسى يستطيع رصد الطبائع الأمريكية بشكل أفضل".

وذكر عمر أن السبب الذى أتاح لإدوارد سعيد المفكر الفلسطينى فرصة تحقيق نجاح فى المجتمع الأمريكى، هو تخصصه فى الأدب الإنجليزى، أما دراسات الشرق الأوسط فهى مقصورة على من تختارهم الإدارة الأمريكية، والذين لا يتمتعون بالخبرات الأكاديمية بالضرورة، فهى دراسات موجهة هدفها دعم مشاريع الهيمنة الأمريكية وليست الأمانة العلمية.

ويرى عمر أن أمريكا تشجع الهجرة الغير الشرعية، وأن كل جهود الدولة للقضاء عليها هناك جهود غير جادة وغير حقيقية، فأمريكا يدخلها نصف مليون مهاجر غير شرعى سنويا، يعملون ضعف ساعات العامل الأمريكى ويتقاضون نصف الأجر فقط، وأضاف أن أمريكا تأخذ زهرة الشباب المصرى الذى يذهب إلى هناك ويعمل بالوظائف الدنيا، التى ما كانت ستدر عليه ربحاً يذكر لولا فرق العملة.

وأشار عمر أن عربات "الهوت دوج" المصرية باتت تسيطر على الميادين الرئيسية فى أمريكا، وأن أصحابها يستخدمون الحيل المصرية لزيادة أرباحهم، ومع ذلك فإن أصحابها يضطرون إلى العودة فى أشهر الشتاء إلى مصر مع الطيور المهاجرة التى تنشد المناطق الأكثر دفئا، حيث تتوقف إشارات الحياة فى الشارع الأمريكى ولا يتحقق الربح.